روائع مختارة | قطوف إيمانية | نور من السنة | شرح حديث النية وفضله العظيم وما يستفاد منه

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > نور من السنة > شرح حديث النية وفضله العظيم وما يستفاد منه


  شرح حديث النية وفضله العظيم وما يستفاد منه
     عدد مرات المشاهدة: 2879        عدد مرات الإرسال: 0

 

إن حديث النية له منزلة عظيمة ورفيعة عند الله عز وجل، وهذا الحديث هو الذي رواه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو إلى امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.

وإن أهم ما يستفاد من هذا الحديث ما يلي:

أولًا: أن النية محلها القلب، والتلفظ بها بدعة، وفيها صدق العمل وقبوله، أو رفضه وبطلانه، ولهذا فإن النية مقياس لتصحيح الأعمال، فحيثما صلحت النية صلح العمل، فليحرص كل مسلم ومسلمة وكل مؤمن ومؤمنة على إخلاص النية والعمل لله وحده مع الرجاء وحسن الظن بالله، والمتابعة والعمل بما صح عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: ليحذر كل مسلم ومسلمة من الشرك والرياء؛ فإنه محبط للعمل لقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم- في الحديث القدسي: يقول الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن عمل عملًا أشرك فيه غيري تركته وشركه. وقد جاء في الصحيحين أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: من سمّع سمّع الله به يوم القيامة ومن راءى راءى الله به.

ثالثًا: أن النية هي القصد والإرادة، وصحة النية والصدق فيها يحقق القرب من الله تعالى، إذا قصد وجه الله سبحانه وتعالى وإخلاص العمل له، والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهذين الشرطين (الإخلاص والمتابعة) يكون قبول العمل عند الله عز وجل كما قال عز وجل: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عِمرَان: 31].

رابعًا: لقد شرعت النية لتميز العادة من العبادة، أو لتميز العبادات بعضها عن بعض، أو تحويل العادات إلى عبادات وذلك:

المثال الأول: (تميز العادة من العبادة) الجلوس في المسجد بقصد الاستراحة عادة، فهذا ليس فيه أجر ولا ثواب من الله عز وجل، بل مجرد استراحة وقد حصل عليها، وإذا قصدها للعبادة بنية الاعتكاف فقد ميز بين العبادة والعادة، وبذلك يحصل على الراحة وأجر الاعتكاف، وأيضًا مثل الغسل إذا قصد به تنظيف البدن كالعادة فليس له إلا النظافة، وإذا قصد به العبادة وصحح النية بأن يغتسل ليكون طاهرًا ظاهرًا وباطنًا ومتوضئًا ومستعدًّا للعبادة فهذا يؤجر عليه.

والمثال الثاني: (تمييز العبادة بعضها عن بعض): كمن صلى أربع ركعات يقصد إيقاعها عن صلاة الظهر، ويقصد إيقاعها عن السنة فالمميز هو النية.

والمثال الثالث: (وهو تحويل العادات إلى عبادات): الأكل والشرب كمن يأكل ليسد جوعه، ويشرب ليرتوي فقط عادة، ثم جاء آخر فأكل وشرب يريد بذلك أن يستعين على طاعة الله، وأداء فرائضه، فالأول ليس له إلا ما تمتع به من الأكل، والثاني حاز المتعة والأجر.

وختامًا، هذا ما استطعت شرحه من هذا الحديث العظيم، أسأل الله العلي العظيم إن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وأن يفتح لنا بخير، ويختم لنا بخير ويصلح نيتنا وذرياتنا وإخواننا المسلمين والمسلمات، وأن يرزقنا اتباع السنة والعمل بها، ويجعلنا هداة مهتدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الكاتب: نايف بن محمد بن سعد الراجحي.

المصدر: موقع الألوكة.